حماة الوطن وشهداء الواجب

حماة الوطن هم كل مواطن عسكريا كان أم مدنيا من أبناء هذا البلد يدافعون عن تراب هذا الوطن ، المملكة العربية السعودية ، ويبذلون الغالي والنفيس من اجل حمايته ، ورد كل معتد ودخيل وحاقد وفاسق . فقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الوطن بخير لأنه بأيد أمينة تحرسه وترعاه وتستبسل في الدفاع عنه من قيادة رشيدة إلى مواطن مخلص لديه الحس الوطني والانتماء الحقيقي للوطن .
جنودنا البواسل في حرس الحدود والأجهزة الأمنية الأخرى والجيش بمختلف قطاعاته اثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم بالإمكان الاعتماد عليهم بعد الله جلت قدرته ، فهم أوفياء لهذا البلد ومواطنيهم ، وفي المقابل أبناء هذا الوطن المعطاء اثبتوا أيضا أنهم لا يقلون حماسا وتضحية في حماية جبهتنا الداخلية ، فأبناؤنا هبوا لنصرة جنودنا البواسل على حدودنا الجنوبية وذلك بطلبهم التطوع والانخراط في صفوف حرس الحدود والجيش ووضعوا أنفسهم رهن إشارة ولاة الأمر في هذا البلد والقيادة الحكيمة وهذا هو قمة الفداء والتضحية وقمة الانتماء الحقيقي لهذا الوطن ، وأن هناك التفافاً حقيقياً ما بين المواطن وولاة الأمر في هذا البلد ، وهذا ليس بمستغرب على أبناء بلد يرون أن عزتهم وقوتهم ووحدتهم هي بالالتفاف حول ولاة الأمر في هذا البلد العزيز علينا .
نحن بأمس الحاجة لهذا الانسجام الطبيعي داخل جبهتنا الداخلية ، فالمتربصون بنا وبوحدتنا الوطنية دائما يكشرون عن أنيابهم متى ما رأوا أن هناك ثغرات في جبهتنا الداخلية . فصناع الفوضى ومصدرو الشر والقلاقل والفتن ، وحابكو المؤامرات وناشرو الشائعات المغرضة ، هم المستهدفون لبلدنا الآمن المطمئن ، وان انسجامنا مع بعضنا البعض كقبائل وعرقيات ومذاهب دينية وغيرها أمور غير محببة بل ثقيلة على هؤلاء مصدري الفتن والمؤامرات الذين لا يهنأ لهم بال حتى يروا المآسي والنكبات والكوارث تحيق بنا من كل جانب .
وبالتالي فإن الشيء الذي نريد التأكيد عليه هو ليس فحسب تنظيف حدودنا من هؤلاء الغوغائيين المتسللين بل وتأمينها تأمينا كاملا وبشكل دائم ، فرب ضارة نافعة هذه الأيام ، لان هذا سوف يؤدي إلى بث الطمأنينة في نفوس مواطنينا في القرى الواقعة على الحدود ، والأمر الآخر نمنع المتسللين من الدخول إلى أراضينا ، والأمر الثالث نقضي على تهريب البشر والأسلحة والمتفجرات والمخدرات التي تشكل عبئا كبيرا على أجهزتنا الأمنية ، وكذلك الإرهابيين الذين انتقلوا إلى اليمن بعد تضييق الخناق عليهم من قبل رجال الأمن البواسل في المملكة من خلال الضربات الاستباقية التي تقوم بها أجهزتنا الأمنية القوية ، والأمر الرابع مساعدة أخواننا وأشقائنا في اليمن على ضبط الحدود .
فاليمن الشقيق تربطه علاقة متينة مع المملكة منذ عدة عقود ، والتنسيق المستمر ما بين البلدين في كافة المجالات سمة من سمات العلاقة الوطيدة مع اليمن ، فنحن نعتبر العمق الاستراتيجي والأمني لليمن ، واليمن يعتبر عمقنا الاستراتيجي والأمني وبالتالي فإن مساعدة الإخوان الأشقاء في اليمن يجب أن تكون دائما من أولوياتنا . فوحدة اليمن ووحدة أراضيه وسلامتها مثل بالضبط وحدة المملكة ووحدة أراضيها وسلامتها . فالمملكة دائما لها سياسة ثابتة تقوم على عدم التدخل في شؤون الغير ومساعدة من يطلب المساعدة .
كما أن شهداء الواجب الذين استشهدوا لهم دين علينا ، دين معلق في رقابنا من رجال حرس الحدود أو الأمن أو الجيش أو غيرهم من المواطنين يجب رعاية أسرهم كما عودتنا الدولة وذلك بصرف رواتبهم كاملة لأسرهم واستمراريتهم في الخدمة حتى تقاعدهم يرحمهم الله يحصلون فيها على ترقياتهم وجميع مخصصاتهم هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لمن استشهد دفاعا عن الوطن فهم يستأهلون ويستحقون كل خير يرحمهم الله رحمة واسعة بمشيئته.
شهداؤنا جميعا يجب أن لا ننساهم أولا بالدعاء لهم وثانيا برعاية أسرهم وإعطاء أبنائهم الأولوية في الوظائف والتعليم والصحة وغيرها. فلنا أن نتصور الفقد الكبير للأحبة عندما تفقدهم أسرهم دفاعا عن الوطن ، من سوف يعيل أسرهم ، ومن سوف يرعاهم بعد فقدانهم العائل لهم ؟ المجتمع بجميع مؤسساته الرسمية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني مطالب برعاية اسر هؤلاء الشهداء .
شهداء الواجب يجب أن تسطر أسماؤهم بماء من الذهب وتصبح شوارعنا تفخر بأسمائهم كمسميات للشوارع . أمناء المدن ورؤساء البلديات عليهم مسؤولية الحصول على أسماء الشهداء من مراجعهم وتسمية شوارعنا بها .
وسائل النقل وخطوطنا السعودية يجب أن تعطي خصما خاصا لأسر الشهداء ، مرافق الخدمات من كهرباء ومياه واتصالات وغيرها يجب أن تعطي هؤلاء الأسر خصما يليق بها ، فهنا نبعث رسالة واضحة لكل جندي من جنود الوطن البواسل أن أسرهم في أيد أمينة وان المجتمع لا يتخلى عنهم في حالة استشهادهم .

تصنيف :

0 التعليقات:

إرسال تعليق